الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

قراءة الناقد والشاعر : نومان سحل العنزي لقصيدة (موت النهايه)


(النص)

أسمعيني ودي أحكي لك حكايه
......... فيك ِ عاش إنسان مليان بأمان

لكن القصه غدت موت النهايه
......... قصة إنسان ٍ ملك موت الكيـان

ودي أحكيها أخاف من البدايه
......... كان جزء ٍ ضاع من هذا المكان

كانت أحلامه مثل أجمل روايه
......... ماتت وصارت أساطير الزمـان

كانت أمال الفرح في كل رايه
......... لكن إللي شــــال هالرايه مهان

كانت ألحانه ألم يعزف /و نايه
......... يفتح جروحه و خَـــلاه المدان

كيف ترضى بالمهانه وبعنايه
......... لو نفى عمره بحبك ما يبــان

أنا قولي ماتلبّس له كِنايَه
......... حقنا ظاهر ما يحتاج لختان

لوعيوبي جابته ليّه طنايه
......... يشهد الله أنتي أول من يدان

كم خطا منك وسميته خطايه
......... حتى هالقسوه أسميها حنـــــان

أدري آذانك ما تستقبل عَنَايه
......... لكن إن زاغ الفكر جتلك آذان

أسمحيلي ودي أوصفلك جنايه
......... مابقى فيك ِسوى طانٌ /وطان



المقدمه

. الشعر .. متنفس للمشاعر والاحاسيس .. وحاتم منصور .. يفجر مشاعره واحاسيسه المكبوته لتصبح شظايا ادبيه تعم ارجاء المكان شظايا مشفره تضعنا في حيره .. فالرساله مبهمه وغامضه لكنها تحمل الابداع والفكر .. وكأننا نحمل نفس الرساله ونحتاج للبوح كلٌ منا يبوح بلغته ومعاناته . .

( القراءة )

أسمعيني ودي أحكي لك حكايه
...................فيك ِ عاش إنسان مليان بأمان

هنا تودد لشيء مجهول لم يفصح عنه الشاعر ، والتودد لجهه معينه لم يفصح عنها الشاعر لسماع الحكايه وهي حكاية انسان عاش مليء بالأمان .. اذن السر هنا .. فهي اعطته الامان فقط بل اغدقت عليه الامان برفاهيه لكنه لا يحتاج للامان فقط يحتاج لاشياء اخرى تنقصه لم يفصح بها ايضا لاحترامه لها ولايمانه بفضلها لكنه يبرر عبر هذا الثناء رساله عتب تتسلل عبر اثير الحب بتودد ؟ .

لكن القصه غدت موت النهايه
....................قصة إنسان ٍ ملك موت الكيان

هنا توضيح للقصه وهي الحكايه التي كان يود طرحها في بداية النص وهذه القصه اصبحت موت النهايه .. تصوير جميل وذكاء خارق .. فكيف للنهاية ان تموت .. إذن الافصاح عن هذه القصه هو افصاح عن الشيء المراد بصفه مبهمه غامضه   كـ غموض الوضع فهو يفسر الغموض بغموض اصعب فهذا الانسان الذي بداخله لم يملك سوى موت كيانه فالحياه ليست من صلاحياته وكأنه قبر لهذا الكيان .. لاستعطاف الام وهي من وجه لها الرساله .. والام اسم جامع لكل شي .

ودي أحكيها أخاف من البدايه
....................كان جزء ٍ ضاع من هذا المكان

هنا تردد للافصاح عن هذه الحكايه وهذا الوضع وكأنه شاهد ملامح وجه المكان
فـ البدايه مخيفه فهو يفتقد لجزء ضاع من هذا المكان وهذا الجزء هو ما كان يشجعه على البوح . فتلعثم لسانه واكتفى بالتلميح .

كانت أحلامه مثل أجمل روايه
....................ماتت وصارت أساطير الزمان

اذن هذه الاحلام عباره عن خيال لا تتعدي الحديث والبوح فجمال الروايه في بوحها وشخصياتها الخياليه ..لكن هذه الروايه ماتت واصبحت حبيسة النسيان وتحولت مع مرور الزمن الى اساطير لا تصدق .

كانت أمال الفرح في كل رايه
..................لكن اللي شال هالرايه مهان

هنا توضيح لتلك الامال فهي تتعلق في كل رايه ترفرف مع رفرفت الرايه لكن المصيبه ان صاحب الرايه مهان فهي راية خذلان لن تصل للافق وهنا تشاؤم واضح لكن اعتقد ان الامال متعلقه في عزيمه اصابها الوهن .

كانت ألحانه ألم يعزف /و نايه
..................يفتح جروحه و خَلاه المدان

وهنا مأساه رغم قسوة الزمن وتحطم الاحلام وبالاضافه لهذه وتلك حتى الحانه التي يعزفها أليمه وهذا الناي افتتح الجروح وجعل من صاحبه المدان فنتيجه عزفه تحركت مشاعره ونزفت جروحه وسقطت دموعه فهو الجاني والمجني عليه لذا كانت نبرة الناي عباره عن قاعة محكمه تكيل عليه التهم جزافاً ..وهو المدان الاول والاخير؟ 

كيف ترضى بالمهانه وبعنايه
...................لو نفى عمره بحبك مايبان

وهنا وابل من هذه الاسئله عن سبب هذا الرضى والقبول بهذا الهوان الذي لا ثمره له فهو عقيم ؟ لذا لا فائده من هذه التضحيه وهذه المهانه . .

أنا قولي ماتلبّس له كِنايَه
....................حقنا ظاهر ما يحتاج لختان

هنا جواب للافصاح عن المضمون بدون كِنَايه فهو مطالبه لحق ظاهر وواضح لا يحتاج لختان ورمز لكلمه ختان بمعنى الطهور فلا يحتاج لان يتطهر لاخذ حقوقه فهذا القانون ليس مصحف لا يمسه الا المطهرون وهذا المكان ليس بيتاً من بيوت الله ليستوجب دخوله الطهاره .. .

لوعيوبي جابته ليّه طنايه
...................يشهد الله انت ِ أول من يدان

وهنا اعلان لطلب هذه الحقوق فهو يعشق المطالبه بحقوقه .. ولو طالب بحقوقه ستكون هذه الام هي المدانه وهو يدان بعدها فلم ينفي الادانه عن نفسه بل قال :
(انت اول من يدان ) .

كم خطا منك وسميته خطايه
................حتى هالقسوه اسميها حنان

وهنا كشف لهذه التضحيه النبيله .. فقد تحمل اخطاء ونسبها لنفسه .. حتى قسوتها استبدل مسماها بالحنان وهنا يتضح مدى الحب والوفاء رغم الالم والوجع لكنها قسوة من يحب فهل هناك اجمل من هذه التضحيه حتى بالمشاعر وقلب الحقائق ؟ .

أدري آذانك ما تستقبل عَنَايه
................لكن إن زاغ الفكر جتلك آذان

وهنا التماس لعذر من أحب فهو من يبحث لها عن أعذار فهي لم تراه ليحكم عليها وإنما تسمع وربما ان هذه الآذان المكلفه لم تسمع عناء هذا الابن البار لكنه يثبت أنه إن زاغ هذا الفكر وأنحرف إستقبلته الآذان بقوه وهنا إيضاح على أن الآذان تحرص على نقل الانحراف أكثر من حرصها على نقل المعاناه ؟ .

أسمحيلي ودي أوصفلك جنايه
...............مابقى فيك ِسوى طانٌ /وطان

وهنا الخاتمه الرائعه بطلب الشفع والسماح بوصف تلك الجنايه القاسيه والاليمه التي ربما لا تتحملها مشاعر تلك الام ..فلم يتبقى من هذا الانسان المعدم سوى روائي(قاص) ووحل (طين ) والطين هو اساس هذا الانسان فلم يتبقى سوى الاساس .. جسد بلا روح .. فالروائي هو من ينقل معانات ذلك الجسد لتتضح الصوره اكثر ؟ .

فشكرا لهذا القلم النابض .. حاتم منصور .. وهذا الفكر النيّر .. وهذه الرساله التي ربما لا تعنيه هو شخصيا لكنها رساله والشاعر رسول فهو نقل الرساله وكأنه هو صاحب المعانه باسلوب رائع وجميل ولم يكتفي بالمضمون بل حتى القافيه كان لها وقع على النفس فالصدر (آيه ) وتعنى علامه او دلاله والعجز (آن ) وهو حلول الوقت وكأنه يقول أن هذه علامه ودلاله آن وقتها . .

مودتي للجميع
نومان سحل

شكرا ً من القلب يا أبا خالد
سفير الحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق